في الدروس القليلة الأولى من هذه الدورة، ذكرنا أنه أثناء التداول، قد تطغى عليك مشاعر مختلفة - الإثارة، والخوف، والجشع، والأمل، والندم، وغيرها. تؤثر كل من هذه المشاعر على قرارات التداول الخاصة بك. ولذلك، تحتاج إلى التعرف عليها والتحكم فيها.
المشاعر السلبية
1. الخوف هو أحد المشاعر التي يشعر بها المتداولون في كثير من الأحيان، خاصةً في أوقات تقلب السوق. قد يدفعك الخوف من الخسائر إلى الخروج من الصفقات في وقت مبكر جدًا أو تجنب التداول بالكلية. بالمقابل، الخوف من ضياع الفرصة (FOMO) قد يدفعك لاتخاذ قرارات متسرعة. على سبيل المثال، قد ترى أن سعر الأصل يرتفع بسرعة، لذلك تفتح صفقة على الصعود دون إجراء أي تحليل، ثم تخسر المال لأن المسار الصاعد وصل بالفعل إلى ذروته وبدأ في الهبوط.

إدراك هذه المخاوف واتخاذ القرارات على أساس التحليل العقلاني أمر بالغ الأهمية.
2. مثله مثل الخوف، يمكن أن يؤدي الجشع إلى قرارات تداول متهورة ومحفوفة بالمخاطر. عندما تبدأ صفقة Forex في تحقيق ربح، يمكن أن يغريك الجشع لإبقائها مفتوحة لفترة أطول من المخطط لها على أمل تحقيق مكاسب أكبر، مما يؤدي غالبًا إلى خسائر بمجرد تغير السوق. يمكن أن يقودك الجشع أيضًا إلى المبالغة في التداول أو المخاطرة المفرطة في صفقة واحدة. على سبيل المثال، قد تقرر فتح صفقة باستخدام رصيد حسابك بالكامل لتحقيق ربح أكبر بشكل أسرع. لإدارة الجشع، قم بتطوير خطة تداول، وتمسك بها، وضع توقعات ربح واقعية.
3. يمكن أن يكون الأمل عاطفة صعب التعامل معها في التداول. عندما تخسر الصفقة، يمكن للأمل أن يجعلك تتمسك بها في انتظار انعكاس السوق. يمكن أن يؤدي هذا إلى خسائر أكبر بعد إذا استمر السوق في التحرك ضدك. من الضروري أن يكون لديك استراتيجية خروج واضحة من كل صفقة وأن تكون مستعدًا لقبول أي خسائر عند وقوعها.
4. الندم هو عاطفة أخرى شائعة في التداول. يمكنك أن تندم على ضياع الفرص أو الصفقات التي لم تسر كما هو مخطط لها. في حين أنه من الطبيعي أن تشعر بالندم، ولكن لا تدعه يملي عليك قرارات التداول المستقبلية. بدلاً من ذلك، تعلم من هذه التجارب لتحسين استراتيجية التداول الخاصة بك.
المشاعر الإيجابية
يمكن أن يثير التداول أيضًا مشاعر إيجابية، مثل الإثارة والرضا. يمكن أن تحفزك هذه المشاعر وأن تكون مجزية، لكنها قد تؤدي أيضًا إلى الثقة المفرطة. على سبيل المثال، بعد فتح العديد من الصفقات كما هو مخطط لها، قد تشعر بأنك تتحكم في السوق فتستثمر مبلغًا كبيرًا في صفقة بدون تحليل وتخطيط دقيقين. إذا خسرت هذه الصفقة، فقد تمحو مكاسبك السابقة وتعيدك إلى الخانة الأولى. هذا هو السبب في أن التمسك بالأسس والانضباط، حتى عندما تحقق النجاح، أمر بالغ الأهمية.
إدارة المشاعر
المشاعر جزء لا يتجزأ من التداول، ولا بأس أن تشعر بها - فأنت في النهاية إنسان. الهدف ليس التخلص من مشاعرك ولكن إدارتها وتوجيهها بحيث يكون تأثيرها على قراراتك محدودًا.
فيما يلي الخطوات التي يمكنك اتخاذها:
1. تدرب على اليقظة الفكرية. راقب مشاعرك دون إصدار أحكام وافهم كيف تؤثر على أفكارك وسلوكك. يمكن أن يساعدك هذا الوعي على التفاعل بطريقة مدروسة وتحت السيطرة.
2. قم بتطوير خطة تداول والتزم بها. هذا حل بسيط، لكنه من أكثر الحلول فعالية للحفاظ على الاستقرار والسيطرة. راجع الدرس السابق حول استراتيجيات التداول لتطوير واحدة لنفسك.
3. حافظ على منظور متوازن. إذا نظرت إلى التداول كعملية بدلاً من التركيز على نتائج صفقة واحدة، يمكنك التخفيف من التقلبات العاطفية. سيؤدي ذلك إلى جعل التداول تجربة أكثر استقرارًا وإيجابية. كل صفقة، بغض النظر عن نتيجتها، هي فرصة للتعلم والنمو.
التالي
في الدرس التالي، ستتعلم كيفية تطوير عقلية تداول تساعدك على اتخاذ قرارات تداول جيدة.